مقولات مغلوطة عن اضطراب طيف التوحد
توجد العديد من المقولات المغلوطة المتداولة حول اضطراب طيف التوحد، ومن الضروري تصحيح هذه المفاهيم الخاطئة حول اضطراب طيف التوحد لزيادة الوعي والفهم للأفراد المصابين بطيف التوحد ودعمهم في المجتمع.
قالو عن التوحد "جميع الأشخاص المصابين بطيف التوحد لديهم مهارات خارقة"
هذا غير صحيح. بالرغم من أن بعض الأفراد المصابين بطيف التوحد يمتلكون مهارات مميزة في مجالات معينة مثل الرياضيات أو الموسيقى، إلا أنه لا يمكن تعميم ذلك على جميع الأفراد. فقدراتهم ومهاراتهم تختلف بين الأشخاص المختلفين.
قالو عن التوحد "الأشخاص المصابين بطيف التوحد لا يملكون قدرة على الحب أو التواصل العاطفي"
وهذا أيضًا غير صحيح. الأفراد المصابين بطيف التوحد يمتلكون القدرة على الحب والتواصل العاطفي، وقد يعبرون عنها بطرق مختلفة عما هو مألوف. قد يواجهون صعوبة في التعبير عن العواطف بشكل تقليدي، لكنهم يمكنهم بناء علاقات قوية ومعبرة.
قالو عن التوحد "الأشخاص المصابين بطيف التوحد لا يمكنهم التعلم أو تحقيق النجاح في الحياة"
وهذا خطأ تمامًا. الأفراد المصابين بطيف التوحد يمتلكون القدرة على التعلم وتحقيق النجاح في الحياة.
على الرغم من أنه قد يكون هناك تحديات محددة، إلا أن الدعم المناسب والتدخل المبكر يمكن أن يساعد الأفراد المصابين بطيف التوحد على تطوير مهاراتهم واكتشاف قدراتهم الفردية. هناك العديد من الأشخاص المصابين بطيف التوحد الذين يحققون نجاحًا كبيرًا في مجالات مختلفة مثل الفن، والعلوم، والتكنولوجيا، ورياضة، والمجتمع.
ومن ضمن المقولات الخاطئة أيضا
"طيف التوحد يمكن علاجه بالكامل"
لا يوجد حاليًا علاج يمكن أن يعالج طيف التوحد بالكامل. إلا أن التدخل المبكر والعلاج الشامل يمكن أن يساعد في تحسين النتائج وتعزيز التكيف الاجتماعي والحياة اليومية للأفراد المصابين. يتضمن العلاج التحفيز المبكر والتدخل السلوكي التعليمي والعلاج النفسي والدعم الأسري.
"طيف التوحد نوع من الجنون"
هذا أمر غير صحيح تمامًا. طيف التوحد هو اضطراب عصبي تنموي يؤثر على التواصل والتفاعل الاجتماعي والسلوك. لا يرتبط بالجنون أو الأمراض النفسية الأخرى.
"الأشخاص المصابين بطيف التوحد لا يمتلكون قدرات اجتماعية": هذا غير صحيح تمامًا. على الرغم من أن الأشخاص المصابين بطيف التوحد قد يواجهون تحديات في التواصل الاجتماعي، إلا أن الكثير منهم يمتلكون مهارات اجتماعية تطورت مع الوقت. يمكن للتدريب المناسب والدعم المجتمعي أن يساعد في تحسين قدراتهم الاجتماعية وتعزيز تفاعلهم مع الآخرين.
"الأشخاص المصابين بطيف التوحد لا يستطيعون العيش حياة مستقلة"
هذا أيضًا غير صحيح. الكثير من الأشخاص المصابين بطيف التوحد يتمتعون بالقدرة على العيش حياة مستقلة وتحقيق الاستقلالية في مختلف المجالات مثل العمل، والتعليم، والحياة اليومية. من خلال التدريب والدعم الملائم، يمكن تعزيز مهاراتهم وتمكينهم من تحقيق النجاح والاستقلالية في حياتهم.
"طيف التوحد ناتج عن سوء التربية أو البيئة"
هذه فكرة خاطئة تمامًا. طيف التوحد هو اضطراب يعتبر ناتجًا من تفاعل معقد بين العوامل الوراثية والبيئية. لا يمكن أن يكون الأهل أو البيئة مسؤولين عن حدوثه، وليس لديهم القدرة على "شفاء" طيف التوحد.
"التطعيمات هي سبب ظهور طيف التوحد"
هذا الادعاء ليس صحيحًا. تمت دراسة ومراجعة العديد من الأبحاث العلمية وأجريت دراسات واسعة النطاق للتأكد من سلامة التطعيمات، ولم تثبت أي رابطة بين التطعيمات وظهور طيف التوحد. الأبحاث العلمية تشير إلى أن طيف التوحد له أسباب معقدة تتعلق بالعوامل الوراثية والبيئية.
"الأشخاص المصابين بطيف التوحد يفتقرون إلى الذكاء"
هذا أيضًا مفهوم مغلوط. الأشخاص المصابين بطيف التوحد يمتلكون مستويات ذكاء متنوعة، تمامًا مثل الأفراد الآخرين في المجتمع. يمكن أن يكون لدى البعض منهم مهارات مميزة في المجالات الأكاديمية أو الفنية أو التكنولوجية، في حين يمكن أن يكون لدى الآخرين قدرات أخرى ملحوظة مثل الإبداع أو القدرة على حل المشاكل الصعبة. يتوقف مستوى الذكاء والمهارات الفردية على الأفراد المصابين بطيف التوحد وليس على الاضطراب ذاته.
"طيف التوحد هو مرض نفسي يمكن علاجه بالعقاقير النفسية"
هذا غير صحيح. طيف التوحد ليس مرضًا نفسيًا ولا يمكن علاجه بالعقاقير النفسية بشكل عام. يتم التركيز على توفير الدعم والعلاج المناسب لتطوير مهارات التواصل والتفاعل الاجتماعي والتكيف اليومي للأفراد المصابين بطيف التوحد، قد يكتب الطبيب علاج للاعراض المصاحبة فقط."الأشخاص المصابين بطيف التوحد لا يمكنهم التواصل بشكل لفظي"
هذا غير صحيح للجميع. فبينما قد يواجه بعض الأشخاص المصابين بطيف التوحد صعوبات في التواصل اللفظي، إلا أن الكثير منهم يستطيعون التحدث بشكل لفظي وتوصيل أفكارهم واحتياجاتهم. قد يحتاجون إلى دعم وجلسات تخاطب لتنمية مهاراتهم اللفظية.
" قنوات الأغاني أو قناة طيور الجنة هي السبب في ظهور اضطراب طيف التوحد"
وهذا غير صحيح ولا يمت للحقيقة بصلة.
ان قنوات الأغاني وبرامج الأطفال التلفزيونية ليست سببًا مباشرًا في ظهور طيف التوحد. إن الأبحاث العلمية تشير إلى أن الأسباب الرئيسية لظهور طيف التوحد تتضمن التأثيرات الجينية والعوامل البيئية المعقدة التي لم تُحدد بشكل كامل بعد.
من المهم أن نفهم أن طيف التوحد ليس نتيجة لعامل واحد أو حدث محدد. إنها حالة معقدة يتداخل فيها عدة عوامل ويتأثر بها النمو العصبي والاجتماعي للفرد. لذا، يجب أن نتجنب ترويج هذه الأفكار المغلوطة ونستند إلى الأدلة العلمية لفهم الطيف التوحدي وأسبابه بشكل صحيح.